ذهب سنة 77 تقريباً للحج مع جامعة الإمام محمد بن سعود ، الشاعر عبد الرحمن العشماوي
ركبو الباص وانطلقو ، ثم توقفو في منطقة القصيم لتناول الغداء ، وكان الغداء ( كبسة ) وكانت باردة جداً .. فلما أكلوها أصابهم ( المغص ) بما فيهم الطباخ والشاعر عبد الرحمن ..
تحوّل هذا المغص إلى إسهال ، فكان الباص يتوقف بعد هنيهة وأخرى وينطلق القوم إلى الخلاء .. فقال عبد الرحمن العشماوي قصيدة من وحي هذا الواقع الأليم :
نادى المنادي صائحاً أين الخـلا *** فتململ الركب الجريح من البلـى
سالت بطون رفاقنـا وتخاجلـوا *** أن يشتكوا ولمثلهـم أن يخجـلا
لكن وقد طفح الإنـاء وأوشكـت *** عربـات داخلهـم بـأن تتحـولا
يا سائـق الأتوبيـس إن رفاقنـا *** يرجـون منـك الآن تتمـهـلا
فالرعد يقصف في البطون وخوفنا *** أن يرسل الرعد المزمجر وابـلا
صرخوا بصوت واحد قف ها هنا *** إنـا تحملنـا بــلاءً مثـقـلا
يتوقـف الأتوبيـس ثـم تراهـم *** يتقاذفـون بـلا هـوادة للخـلا
لو أنهم يبقـون فـي أتوبيسهـم *** لرأيـت يـا للهول أمـراً هائـلا
كلماتهـم مخنوقـة ، آهاتـهـم *** مسموعـة يتململـون تملمـلا
يبقى كئيب الوجه فـي كرسيـه *** فـإذا توجـه للخـلاء تهـلـلا